• ×
الإثنين 19 مايو 2025

هبوط اضطراري

بواسطة إيمان الحماد 03-02-2024 03:36 مساءً 121 زيارات
لكل شخصٍ فينا القدرة على التحليق ، ليس بالضرورة أن يكون طيارا ليفعل ، فقد يقوم بذلك بأي طريقة به تليق ، وبأي أسلوب ، يختار وجهته ، ويرسم لرحلته الطريق ، وقد يظل حالما بطريقته ، وقد يعود لأرض الواقع وعلى الحقيقة يفيق ، وقد يكون وحيدا في رحلته ، وقد يصطحب معه قريب ، أو حبيب ، أو صديق ..
ولكنه بالنهاية سيقود طائرته ، ويمارس مهارته ، ويحلق في سماه ، باتجاه الهدف الذي وضعه لنفسه ، ومعه الرغبة التي ستملأ خزان عقله بالوقود ، وتشحذ روحه بالقوة التي تساعده على الصمود ، وتدفع به نحو تحقيق الهدف ؛ ليثبت لنفسه أنه حررها من القيود ، ويثبت لمن حوله أنه موجود ...
وبالرغم من كل هذا الحماس ، والذي أطلق به طائرته من الأساس ، إلا أنه في بعض الأحيان يتعرض لشيء من الالتباس بين رغباته ودوافعه ، وبين أهدافه و ظروفه ، وبين قدرته و ضعفه ، وبين همتّه وخوفه ، فتبتعد أرضه عن سقفه ، وترتعد فرائصه بجوفه ، فيشعر وكأنه لا يعرف نفسه ، وكأنه عاد من يومه لأمسه ...
فبعد أن حلق عاليا ، وقطع مسافة طويلة كان فكره من الهموم بها خاليا ، ودفع مقابل الوصول نفيسا لديه وغاليا ، فهو لحلمه ليس ناسيا ولا ساليا ...
نراه بعد كل ذلك يتعرض لرياح عاتية في الحياة تهزُّ كيانه ، وكأن زلزالا أصابه فتزعزعت أركانه ، فتتأرجح طائرته فوق مطبّات قوية تلاعبت بمكانه ، وتدخلت بقراراته و بكل شانه ، وغيّرت بقوتها مواعيده وزمانه ...
فلم يعد معها قادراً على المواصلة ، فقد كانت برأيها هي الفاصلة ، والخاتمة التي أوجدتها تلك الظروف هي الحاصلة ، وليس بينها وبين ما يريد علاقة أو صلة ...
فيتوقف عن المحاولة مجبرا ، ويحاول أن يكون معها مقبلا لا مدبرا ، فيعلن عن توقف مفاجئ لرحلته ، وتغيير إلزامي في وجهته ، فقد تغيرت الزاوية التي حصر بها رؤيته ، واتسعت لتختلف بها نظرته ، فيقرر لأجلها أن يقوم بهبوط اضطراري ، وإن بدا شبه اختياري ...
فالانحناء أمام العاصفة حتى تعبر ، قوة لا ضعفا ...
والابتعاد عن محيطها حتى تمر ، فطنة لا خوفا ...
والاجتهاد في تخفيفها مما تجر ، سلامة لا عنفا ...
فإن تجاوز تلك الظروف ، وهدأت كل الصروف ، عاد يجمع ما أضاع من الحروف ، وأعاد توجيه السيوف ، فقد انجلى عن حلمه وقت الخسوف ، وانزاح عن شمسه سواد الكسوف ...
فهيأ طائرته من جديد ، وأشرق حلمه من بعيد ، فاتجه صوبه بعزم من حديد ، فلن يميل ولن يحيد ، فحلمه أضحى أكيد ...
فأن يتأخر خير من أن يغيب ، فضوء الشمس دليل على انقضاء المغيب ، والتعامل مع الظروف بحكمة ، ليس بالأمر المعيب ، ومن يفعل فهو المحنك واللبيب ، فإن سُئل يعرف أن يجيب ، وإن وصل نسي المتاعب و النحيب ..
وإن تحقق حلمه ، نال المراد ، وصار شمسا لا تغيب ، والحياة به تطيب ...

جديد المقالات

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

اعتلت القمة ، وبكل جدارة .. وأصبح من السهل عليها إدارة القمم .. وسارت بكل همة ، فملأتنا إثارة...

أسلوب فعال في التواصل والنقد البنّاء في بيئة العمل والتعليم والتفاعل اليومي، كثيراً ما نواجه...

صباحي اليوم ترى ما وجه الشبه بينهما؟! كثير ما توصف الأنثى بقمر ١٤ أو كما يقال كالبدر...

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

أكثر