هبوط اضطراري
لكل شخصٍ فينا القدرة على التحليق ، ليس بالضرورة أن يكون طيارا ليفعل ، فقد يقوم بذلك بأي طريقة به تليق ، وبأي أسلوب ، يختار وجهته ، ويرسم لرحلته الطريق ، وقد يظل حالما بطريقته ، وقد يعود لأرض الواقع وعلى الحقيقة يفيق ، وقد يكون وحيدا في رحلته ، وقد يصطحب معه قريب ، أو حبيب ، أو صديق ..
ولكنه بالنهاية سيقود طائرته ، ويمارس مهارته ، ويحلق في سماه ، باتجاه الهدف الذي وضعه لنفسه ، ومعه الرغبة التي ستملأ خزان عقله بالوقود ، وتشحذ روحه بالقوة التي تساعده على الصمود ، وتدفع به نحو تحقيق الهدف ؛ ليثبت لنفسه أنه حررها من القيود ، ويثبت لمن حوله أنه موجود ...
وبالرغم من كل هذا الحماس ، والذي أطلق به طائرته من الأساس ، إلا أنه في بعض الأحيان يتعرض لشيء من الالتباس بين رغباته ودوافعه ، وبين أهدافه و ظروفه ، وبين قدرته و ضعفه ، وبين همتّه وخوفه ، فتبتعد أرضه عن سقفه ، وترتعد فرائصه بجوفه ، فيشعر وكأنه لا يعرف نفسه ، وكأنه عاد من يومه لأمسه ...
فبعد أن حلق عاليا ، وقطع مسافة طويلة كان فكره من الهموم بها خاليا ، ودفع مقابل الوصول نفيسا لديه وغاليا ، فهو لحلمه ليس ناسيا ولا ساليا ...
نراه بعد كل ذلك يتعرض لرياح عاتية في الحياة تهزُّ كيانه ، وكأن زلزالا أصابه فتزعزعت أركانه ، فتتأرجح طائرته فوق مطبّات قوية تلاعبت بمكانه ، وتدخلت بقراراته و بكل شانه ، وغيّرت بقوتها مواعيده وزمانه ...
فلم يعد معها قادراً على المواصلة ، فقد كانت برأيها هي الفاصلة ، والخاتمة التي أوجدتها تلك الظروف هي الحاصلة ، وليس بينها وبين ما يريد علاقة أو صلة ...
فيتوقف عن المحاولة مجبرا ، ويحاول أن يكون معها مقبلا لا مدبرا ، فيعلن عن توقف مفاجئ لرحلته ، وتغيير إلزامي في وجهته ، فقد تغيرت الزاوية التي حصر بها رؤيته ، واتسعت لتختلف بها نظرته ، فيقرر لأجلها أن يقوم بهبوط اضطراري ، وإن بدا شبه اختياري ...
فالانحناء أمام العاصفة حتى تعبر ، قوة لا ضعفا ...
والابتعاد عن محيطها حتى تمر ، فطنة لا خوفا ...
والاجتهاد في تخفيفها مما تجر ، سلامة لا عنفا ...
فإن تجاوز تلك الظروف ، وهدأت كل الصروف ، عاد يجمع ما أضاع من الحروف ، وأعاد توجيه السيوف ، فقد انجلى عن حلمه وقت الخسوف ، وانزاح عن شمسه سواد الكسوف ...
فهيأ طائرته من جديد ، وأشرق حلمه من بعيد ، فاتجه صوبه بعزم من حديد ، فلن يميل ولن يحيد ، فحلمه أضحى أكيد ...
فأن يتأخر خير من أن يغيب ، فضوء الشمس دليل على انقضاء المغيب ، والتعامل مع الظروف بحكمة ، ليس بالأمر المعيب ، ومن يفعل فهو المحنك واللبيب ، فإن سُئل يعرف أن يجيب ، وإن وصل نسي المتاعب و النحيب ..
وإن تحقق حلمه ، نال المراد ، وصار شمسا لا تغيب ، والحياة به تطيب ...
ولكنه بالنهاية سيقود طائرته ، ويمارس مهارته ، ويحلق في سماه ، باتجاه الهدف الذي وضعه لنفسه ، ومعه الرغبة التي ستملأ خزان عقله بالوقود ، وتشحذ روحه بالقوة التي تساعده على الصمود ، وتدفع به نحو تحقيق الهدف ؛ ليثبت لنفسه أنه حررها من القيود ، ويثبت لمن حوله أنه موجود ...
وبالرغم من كل هذا الحماس ، والذي أطلق به طائرته من الأساس ، إلا أنه في بعض الأحيان يتعرض لشيء من الالتباس بين رغباته ودوافعه ، وبين أهدافه و ظروفه ، وبين قدرته و ضعفه ، وبين همتّه وخوفه ، فتبتعد أرضه عن سقفه ، وترتعد فرائصه بجوفه ، فيشعر وكأنه لا يعرف نفسه ، وكأنه عاد من يومه لأمسه ...
فبعد أن حلق عاليا ، وقطع مسافة طويلة كان فكره من الهموم بها خاليا ، ودفع مقابل الوصول نفيسا لديه وغاليا ، فهو لحلمه ليس ناسيا ولا ساليا ...
نراه بعد كل ذلك يتعرض لرياح عاتية في الحياة تهزُّ كيانه ، وكأن زلزالا أصابه فتزعزعت أركانه ، فتتأرجح طائرته فوق مطبّات قوية تلاعبت بمكانه ، وتدخلت بقراراته و بكل شانه ، وغيّرت بقوتها مواعيده وزمانه ...
فلم يعد معها قادراً على المواصلة ، فقد كانت برأيها هي الفاصلة ، والخاتمة التي أوجدتها تلك الظروف هي الحاصلة ، وليس بينها وبين ما يريد علاقة أو صلة ...
فيتوقف عن المحاولة مجبرا ، ويحاول أن يكون معها مقبلا لا مدبرا ، فيعلن عن توقف مفاجئ لرحلته ، وتغيير إلزامي في وجهته ، فقد تغيرت الزاوية التي حصر بها رؤيته ، واتسعت لتختلف بها نظرته ، فيقرر لأجلها أن يقوم بهبوط اضطراري ، وإن بدا شبه اختياري ...
فالانحناء أمام العاصفة حتى تعبر ، قوة لا ضعفا ...
والابتعاد عن محيطها حتى تمر ، فطنة لا خوفا ...
والاجتهاد في تخفيفها مما تجر ، سلامة لا عنفا ...
فإن تجاوز تلك الظروف ، وهدأت كل الصروف ، عاد يجمع ما أضاع من الحروف ، وأعاد توجيه السيوف ، فقد انجلى عن حلمه وقت الخسوف ، وانزاح عن شمسه سواد الكسوف ...
فهيأ طائرته من جديد ، وأشرق حلمه من بعيد ، فاتجه صوبه بعزم من حديد ، فلن يميل ولن يحيد ، فحلمه أضحى أكيد ...
فأن يتأخر خير من أن يغيب ، فضوء الشمس دليل على انقضاء المغيب ، والتعامل مع الظروف بحكمة ، ليس بالأمر المعيب ، ومن يفعل فهو المحنك واللبيب ، فإن سُئل يعرف أن يجيب ، وإن وصل نسي المتاعب و النحيب ..
وإن تحقق حلمه ، نال المراد ، وصار شمسا لا تغيب ، والحياة به تطيب ...