وعاد عكاظ ..
طائف الأطياف طافت ، في عصور مظلمة ، ثم فاءت ، واستضاءت من عكاظ مَكرَمَة ، واغتنى أربابها بتجارة ، كل القوافل بالثراء مؤملة ، حيث البضائع نُوّعت ، وتزاحمت أرجاؤه بما أتته مُحَمَّلة ، سوق أثار حِراكه لما أدار نشاطه ، حتى أنار وقوده ، فالأرض كانت مظلمة ... .
طافت على كل الديار ، وكان سعيا نحوها ، تلك البضائع نحوه كالمُحْرِمَة ، فالسوق قِبْلَتُها تُيَمِمُ شَطْرَه ، ليست صلاة فهي ليست مسلمة ، هو اللقاء لمجده ، لما استقر بسفحه ، سكن الجبل ، فأقره و أراحه .. .
كلٌ أتاه مُحَمَّلا ، لا يرتجي من سوقه أكثر ، كالعبد عاد بفرحةٍ يكفي انطلاق سراحه ..
إن جاءه ظمآن علمٍ ، لم يعد إلا ارتوى ، فماؤه قد فاض من أقداحه ...
سوق من الأزمان ظلّ مشيّدا ، في كل عام يرتقب أن يقترب سيّاحه ...
يتناقلون علومهم ، أو يشتكون همومهم ، أو يملأون جرابهم ، من صنع ليل باعه بصباحه.
هو للقبائل ملتقى ، هو للقوافل مبتغى ، هو للقوافي مرتعا ، سال الأديم بِراحِه ... .
هو مغناطيس جاذب يمنح الهيجا حياة ، وبقوة جذب الجميع لِساحه ..
فإن حمي الوطيس ، كان لسان أحدهم ، يغنيه عن حملِ سلاحِه .
فإن أحسن فيه ، كان مفتاح طريقه نحو نجاحه ..
وإن أخفق ، وجد من يُقَوِمُه ، رغبة في إصلاحه ..
كما فعل النابغة مع كل من استظلَّ تحت جناحه ...
فسمع منهم ، وأجازهم ، وجمعهم في جميل مراحه ...
في خيمة ، قامت على شعر الفصيح ، وعَلَّقت ألواحه ...
فتبارزوا بلسانِهم ، والحروف دروعُهم ، يخفي القريضُ جراحهم ، ويستشف جراحه ...
إن جاء ألقى نظمه ، إن فاء يَلْقَى اسمه ، حفظ التراث بقاءَه و صَدَاحَه ...
من حولهم في سوقهم ، أرزاقهم تأتي لهم ، صار النجاحُ نجاحَه ...
شخص يبيع كلامه ، فمرامه في قرضه ، لما حكى ، لف القريض وشاحة ..
وهذا آخر قد أتى ، ملأ الجراب صنيعه ، حِرَفٌ تحف حياته ، من بيعها أرباحه ...
وذاك شخص يبتغي ، علما بعقل يعتلي ، فالجهل ليس يليقه ، بالعلم يُعْلِي سَاحَه ...
لما أتاه ربيعة ، وزرارة ، ومن تميم أقرع ، وذاك ابن رباحه ...
كل يبيع علومه ، بتجارب يعكس بها مفهومه ، كي ينفرد بسلاحه ...
كم فارسٍ بعكاظه ، ذاع صيتا واعتلى ، حتى تصدَّر مجلسا ، تخشى الذئابُ نِباحَه ..
كم دارسٍ برياضه ، يبتاع قوتا أن علا ، حتى ترأس قومه ، فالقلب جف قَرَاحَه ...
كم حارسٍ للسوق ، أمضى ليله ، بسكوته متأملا ، حتى تسيّد قوة ، فالسلب كفَّ سَماحَه ...
سلعٌ تباع وتشترى ، بعض المتاع كما نرى ، منها حُلِيٌّ تُرتَدى ، قوسا يَزُفُّ رِماحَه ...
نبأٌ يُذاع فمن درا ، رفض السماع فقد سرا ، همسا يَحُفَّ سقيمُه أصحاحَه ..
هو سوق علم ، سوق نظم ، سوق حكم ، إن بقى ، فالعلم صار بنوره ، في ليله مصباحُه .
فلا تقولوا : من أنا .. ؟
أنا سوقَكُم ، من أرضكم نشأت جذوري ، واستمرت سيرتي ، يروي الضجيج صياحَه ..
فلا سكوتٌ ينبغي ، وهذا صوتي داعمٌ لعكاظه ، حرف يترجم أمسه ، يحكي لنا أفراحَه ...
أعكاظنا ، قد عُدْتَ بعد غياب
في طائفٍ ، يقصدك ذو الألباب
أعكاظ أهلاٌ ، ففيك نيلُ الرغابِ
بلطائف ، من زائرٍ يأتيك بالأطياب
أعكاظ مهلا ، فما قرأت كتابي
وما التقيت براحتيك صحابي
ولا سمعت بساحتيك جوابي
فلن يكن عن جانبيك إيابي
إلا ملأت بما أريد جرابي
فلا تلم ، إن طال عنك غيابي
ها قد أتيتك قاصدا محرابي
فلا تُطِل ، وانهض لفتح الباب ..
طافت على كل الديار ، وكان سعيا نحوها ، تلك البضائع نحوه كالمُحْرِمَة ، فالسوق قِبْلَتُها تُيَمِمُ شَطْرَه ، ليست صلاة فهي ليست مسلمة ، هو اللقاء لمجده ، لما استقر بسفحه ، سكن الجبل ، فأقره و أراحه .. .
كلٌ أتاه مُحَمَّلا ، لا يرتجي من سوقه أكثر ، كالعبد عاد بفرحةٍ يكفي انطلاق سراحه ..
إن جاءه ظمآن علمٍ ، لم يعد إلا ارتوى ، فماؤه قد فاض من أقداحه ...
سوق من الأزمان ظلّ مشيّدا ، في كل عام يرتقب أن يقترب سيّاحه ...
يتناقلون علومهم ، أو يشتكون همومهم ، أو يملأون جرابهم ، من صنع ليل باعه بصباحه.
هو للقبائل ملتقى ، هو للقوافل مبتغى ، هو للقوافي مرتعا ، سال الأديم بِراحِه ... .
هو مغناطيس جاذب يمنح الهيجا حياة ، وبقوة جذب الجميع لِساحه ..
فإن حمي الوطيس ، كان لسان أحدهم ، يغنيه عن حملِ سلاحِه .
فإن أحسن فيه ، كان مفتاح طريقه نحو نجاحه ..
وإن أخفق ، وجد من يُقَوِمُه ، رغبة في إصلاحه ..
كما فعل النابغة مع كل من استظلَّ تحت جناحه ...
فسمع منهم ، وأجازهم ، وجمعهم في جميل مراحه ...
في خيمة ، قامت على شعر الفصيح ، وعَلَّقت ألواحه ...
فتبارزوا بلسانِهم ، والحروف دروعُهم ، يخفي القريضُ جراحهم ، ويستشف جراحه ...
إن جاء ألقى نظمه ، إن فاء يَلْقَى اسمه ، حفظ التراث بقاءَه و صَدَاحَه ...
من حولهم في سوقهم ، أرزاقهم تأتي لهم ، صار النجاحُ نجاحَه ...
شخص يبيع كلامه ، فمرامه في قرضه ، لما حكى ، لف القريض وشاحة ..
وهذا آخر قد أتى ، ملأ الجراب صنيعه ، حِرَفٌ تحف حياته ، من بيعها أرباحه ...
وذاك شخص يبتغي ، علما بعقل يعتلي ، فالجهل ليس يليقه ، بالعلم يُعْلِي سَاحَه ...
لما أتاه ربيعة ، وزرارة ، ومن تميم أقرع ، وذاك ابن رباحه ...
كل يبيع علومه ، بتجارب يعكس بها مفهومه ، كي ينفرد بسلاحه ...
كم فارسٍ بعكاظه ، ذاع صيتا واعتلى ، حتى تصدَّر مجلسا ، تخشى الذئابُ نِباحَه ..
كم دارسٍ برياضه ، يبتاع قوتا أن علا ، حتى ترأس قومه ، فالقلب جف قَرَاحَه ...
كم حارسٍ للسوق ، أمضى ليله ، بسكوته متأملا ، حتى تسيّد قوة ، فالسلب كفَّ سَماحَه ...
سلعٌ تباع وتشترى ، بعض المتاع كما نرى ، منها حُلِيٌّ تُرتَدى ، قوسا يَزُفُّ رِماحَه ...
نبأٌ يُذاع فمن درا ، رفض السماع فقد سرا ، همسا يَحُفَّ سقيمُه أصحاحَه ..
هو سوق علم ، سوق نظم ، سوق حكم ، إن بقى ، فالعلم صار بنوره ، في ليله مصباحُه .
فلا تقولوا : من أنا .. ؟
أنا سوقَكُم ، من أرضكم نشأت جذوري ، واستمرت سيرتي ، يروي الضجيج صياحَه ..
فلا سكوتٌ ينبغي ، وهذا صوتي داعمٌ لعكاظه ، حرف يترجم أمسه ، يحكي لنا أفراحَه ...
أعكاظنا ، قد عُدْتَ بعد غياب
في طائفٍ ، يقصدك ذو الألباب
أعكاظ أهلاٌ ، ففيك نيلُ الرغابِ
بلطائف ، من زائرٍ يأتيك بالأطياب
أعكاظ مهلا ، فما قرأت كتابي
وما التقيت براحتيك صحابي
ولا سمعت بساحتيك جوابي
فلن يكن عن جانبيك إيابي
إلا ملأت بما أريد جرابي
فلا تلم ، إن طال عنك غيابي
ها قد أتيتك قاصدا محرابي
فلا تُطِل ، وانهض لفتح الباب ..