• ×
السبت 5 يوليو 2025

وعاد عكاظ ..

بواسطة إيمان الحماد 12-22-2023 04:29 مساءً 91 زيارات
طائف الأطياف طافت ، في عصور مظلمة ، ثم فاءت ، واستضاءت من عكاظ مَكرَمَة ، واغتنى أربابها بتجارة ، كل القوافل بالثراء مؤملة ، حيث البضائع نُوّعت ، وتزاحمت أرجاؤه بما أتته مُحَمَّلة ، سوق أثار حِراكه لما أدار نشاطه ، حتى أنار وقوده ، فالأرض كانت مظلمة ... .
طافت على كل الديار ، وكان سعيا نحوها ، تلك البضائع نحوه كالمُحْرِمَة ، فالسوق قِبْلَتُها تُيَمِمُ شَطْرَه ، ليست صلاة فهي ليست مسلمة ، هو اللقاء لمجده ، لما استقر بسفحه ، سكن الجبل ، فأقره و أراحه .. .
كلٌ أتاه مُحَمَّلا ، لا يرتجي من سوقه أكثر ، كالعبد عاد بفرحةٍ يكفي انطلاق سراحه ..
إن جاءه ظمآن علمٍ ، لم يعد إلا ارتوى ، فماؤه قد فاض من أقداحه ...
سوق من الأزمان ظلّ مشيّدا ، في كل عام يرتقب أن يقترب سيّاحه ...
يتناقلون علومهم ، أو يشتكون همومهم ، أو يملأون جرابهم ، من صنع ليل باعه بصباحه.
هو للقبائل ملتقى ، هو للقوافل مبتغى ، هو للقوافي مرتعا ، سال الأديم بِراحِه ... .
هو مغناطيس جاذب يمنح الهيجا حياة ، وبقوة جذب الجميع لِساحه ..
فإن حمي الوطيس ، كان لسان أحدهم ، يغنيه عن حملِ سلاحِه .
فإن أحسن فيه ، كان مفتاح طريقه نحو نجاحه ..
وإن أخفق ، وجد من يُقَوِمُه ، رغبة في إصلاحه ..
كما فعل النابغة مع كل من استظلَّ تحت جناحه ...
فسمع منهم ، وأجازهم ، وجمعهم في جميل مراحه ...
في خيمة ، قامت على شعر الفصيح ، وعَلَّقت ألواحه ...
فتبارزوا بلسانِهم ، والحروف دروعُهم ، يخفي القريضُ جراحهم ، ويستشف جراحه ...
إن جاء ألقى نظمه ، إن فاء يَلْقَى اسمه ، حفظ التراث بقاءَه و صَدَاحَه ...
من حولهم في سوقهم ، أرزاقهم تأتي لهم ، صار النجاحُ نجاحَه ...
شخص يبيع كلامه ، فمرامه في قرضه ، لما حكى ، لف القريض وشاحة ..
وهذا آخر قد أتى ، ملأ الجراب صنيعه ، حِرَفٌ تحف حياته ، من بيعها أرباحه ...
وذاك شخص يبتغي ، علما بعقل يعتلي ، فالجهل ليس يليقه ، بالعلم يُعْلِي سَاحَه ...
لما أتاه ربيعة ، وزرارة ، ومن تميم أقرع ، وذاك ابن رباحه ...
كل يبيع علومه ، بتجارب يعكس بها مفهومه ، كي ينفرد بسلاحه ...
كم فارسٍ بعكاظه ، ذاع صيتا واعتلى ، حتى تصدَّر مجلسا ، تخشى الذئابُ نِباحَه ..
كم دارسٍ برياضه ، يبتاع قوتا أن علا ، حتى ترأس قومه ، فالقلب جف قَرَاحَه ...
كم حارسٍ للسوق ، أمضى ليله ، بسكوته متأملا ، حتى تسيّد قوة ، فالسلب كفَّ سَماحَه ...
سلعٌ تباع وتشترى ، بعض المتاع كما نرى ، منها حُلِيٌّ تُرتَدى ، قوسا يَزُفُّ رِماحَه ...
نبأٌ يُذاع فمن درا ، رفض السماع فقد سرا ، همسا يَحُفَّ سقيمُه أصحاحَه ..
هو سوق علم ، سوق نظم ، سوق حكم ، إن بقى ، فالعلم صار بنوره ، في ليله مصباحُه .
فلا تقولوا : من أنا .. ؟
أنا سوقَكُم ، من أرضكم نشأت جذوري ، واستمرت سيرتي ، يروي الضجيج صياحَه ..
فلا سكوتٌ ينبغي ، وهذا صوتي داعمٌ لعكاظه ، حرف يترجم أمسه ، يحكي لنا أفراحَه ...

أعكاظنا ، قد عُدْتَ بعد غياب
في طائفٍ ، يقصدك ذو الألباب
أعكاظ أهلاٌ ، ففيك نيلُ الرغابِ
بلطائف ، من زائرٍ يأتيك بالأطياب
أعكاظ مهلا ، فما قرأت كتابي
وما التقيت براحتيك صحابي
ولا سمعت بساحتيك جوابي
فلن يكن عن جانبيك إيابي
إلا ملأت بما أريد جرابي
فلا تلم ، إن طال عنك غيابي
ها قد أتيتك قاصدا محرابي
فلا تُطِل ، وانهض لفتح الباب ..

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر