• ×
الإثنين 7 أبريل 2025

لنربي لابد ان !

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 04-29-2015 07:58 مساءً 1376 زيارات
" لنربي لابد أن "

صوت المدينة / طيبة حسين

في بعض المواقف اليومية نقف عاجزين عن التصرف الصحيح أو الرد السليم ، ونتسأل في أنفسنا ما السبب ؟ ثم نعود في غمرة حياتنا ، ويختفي ضجيج الاستفهام في عقولنا قبل قلوبنا .

ولهذا كان لابد من وقفة مع النفس لنستدرك ، ونصحح قدر المستطاع .

هناك أسباب كثيرة لهذا الأمر منها التربية والأسرة ,والمجتمع والبيئة ، نوع الصحبة ، وكمية الاختلاط بالأخرين تقدير الذات ، تقدير الوقت ، وجميعها تكاد تكون مترابطة متشابكة لا يمكن فصلها عن بعض .

ولعل أهم الأسباب لما سبق الأسرة ودورها في التربية ، ولأنها اللبنة الأولى لبداية مجتمع جديد ، فمن أراد جيلا صالحا فلابد أن يكون هو كذلك ، فبدأ من إصلاح الذات إلى حسن اختيار الزوجة ، و انتهاء بالاتفاق بينهما في التربية الصحيحة المنشودة .

فكيف الاتفاق :

1 – لا يعارض أحدهما ( الأم والأب ) الآخر ، وخاصة أمام الطفل ، فهذا يولد فيه التردد وربما الاستغلال .

2 – تربية الطفل على استماع طلب الغائب من الوالدين واحترام رغبته فعذا يعلمه التقدير .

3 – رد غيبة الطفل في أحد والديه أمام الآخر ، فهذا يعوده ، ترك التشكي ويصرف ويشغل بالصلاة والتسامح والرضا والاعتذار .

وبعد ما تقدم كيف نربي :

1 – التربية بالقدوة : الطفل كما يقولون كالعجينة سهلة التشكيل كما يريد من حوله ، فكونا قدوة حسنة لا سيئة ، والقدوة تكون : أ – باللفظ : ( أقوال ) انتقاء المفردات الحسنة عند الغضب مهم جدا كانتقائها عند الفرح ، فلنبتعد عن السباب والتجريح والتحطيم ، ولننتقي مفرداتنا مع أحبابنا كما ننتقي أطايب الثمر .

ب – وتكون القدوة بالمعني ( أفعال ) كن صالحا ليكن ابنك مثلك , وإن لم فربما كان بلاءا يختبرك الله به ، ويجزيك عليه ، فاصبر واحتسب .

ليراك ابنك مصليا في البيت كما يراك في المسجد ، ليراك قارئا للقرآن ، وصائما النهار ، وقائما الليل ، ليراك صادقا ، كريما ، عطوفا رحيما ، محبا للخير ، وابشر بما تريد .

2 – التربية بالحب : وكما قالوا : ( إن العطاء طريق الحب ) وشرط العطاء بلا منّ ولا أذى ، العطاء بنوعيه الوجداني والحسي ، وربما في بعض الأوقات يغني العطاء الوجداني عن غيره ، فالكلمة الرقيقة حب ، والنظرة الحانية حب ، واللمسة حب ، وتجميلها بقبلة حب ، واتباعها ببسمة حب وإطعامه بلقمة حب وتفقده وتغطيته ليلا حب ، فأسمعوهم وأطربوهم حتى لا يجدوها عند غيركم .

3 – التربية بالتشجيع : كلنا أصحاب خطأ ، ولكن كيف نتعامل مع أخطاء أحبابنا ؟ من المهم جدا توضيح الخطأ بكلمات منتقاة بدقة لا تكسر ولا تجرح ثم ضمة طويلة معاتبة ومحفزة ثم تقديم المساعدة بالنصح والتوجيه وربما بالمشاركة في انجاز الأمر معا، لنتعلم جميعا .

4 – التربية بتحمل المسؤولية : تكليف الأبناء بأعمال متنوعة حسب أعمارهم وقدراتهم لا يضرهم بل ينفعهم في مستقبل حياتهم ، وتشجيعهم وبالتالي مكافأتهم ، فهذا يساهم في صقل شخصياتهم ومواهبهم .

5 – وأخيرا : التربية بالدعاء : أمر طبعي أننا ندعو لأبنائنا في السر والعلن ولكن هل نسمعهم الدعاء لهم بتعمد وإصرار , إذن لابد من استخدامه كوسيلة للتربية , فالدعاء دليل الرضا , ولا يمنع من أن نطلب منهم الدعاء لنا كما قال بعض السلف فيهم : ( أقل عمرا وأقل ذنبا ) فحري أن يستجاب لهم .

الدعاء.. الدعاء.. فكم له من سهام تقرع عنان السماء فتصعد بالرجاء وتنزل بالرخاء بإذن الله

إن وقفت عاجزا فما لك سواه ، قل : يارب .. يارب.

وإن وقفت شامخا فما لك سواه ، قل : الحمد لله ..الحمد لله .
منقول بتصرف من كتابات للدكتور / ميسرة طاهر

جديد المقالات

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

أكثر