معلمي ، وكفى ...
معلمي ، وكفى ...
مما لا شك فيه أن أبرز وأهم مقومات النجاح بالنسبة للمعلم بصورة خاصة ، أو لأي عامل في أي مجال بصورة عامة ، هو مدى إلمام الشخص بطبيعة عمله ، وتمكنه من تفاصيله الصغيرة قبل دعائمه الكبيرة ، وبراعته في تقديمه وتعليمه ، وأن يجعل الآخرين يدركون تميزه وانفراده بطريقته وأسلوبه .
ونحن وإن كنا نجزم بأهمية كل ذلك ، وأنه لا غنى عنه لكل معلم ، وهو بدونه لا محالة هالك ، إلا أننا أيضاً نعرف أنه وحده لا يكفي ليكون المعلم ناجحاً ، وبطريقة تدريسه مفهوماً وواضحاً .
فالمعرفة بالأمر شيْ ، وتطبيقه ونقله وتعليمه شيء آخر ، وهما يرتبطان بالأصل ، ولكنهما مختلفان بالفصل .
فكم من معلم بحر في مادته ، ونابغة في معرفته ، وقد يكون مرجعاً في ذلك للحريصين من طلبته .
ولكننا بالمقابل قد نجده عاجزاً عن شرح فكرته ، أو نقل معرفته .
فلا يحسن التصرف في حصته ، ولا يتمكن من جذب تلامذته ، ولا إظهار قوته في مادته ، وبالتالي سيفشل الأمر برمته ، ولن ينفعه وقتها علمه ولا تفيد شهادته ، فأين تكمن علته ؟؟!!
وحتى يحل مشكلته ، عليه أن يشحذ همته ، ويسترجع قوته ، ليعطر سيرته ، ويمارس بأفضل طريقة مهنته .
من كل ذلك نستنتج أن التعليم معرفة ومهارة ، وأن التدريس يحتاج بجانب العلم إلى أكثر من جدارة ، ليتسلق جداره ، ويتجاوز أسواره ، ويصبح بالنسبة له موهبة ، وليس مجرد وظيفة مرعبة .
وحتى يحقق كل ذلك ، ويجنب نفسه الوقوع في المهالك ، عليه أن يتفنن في اختيار طريقته ، ويبدع في نقل فكرته ، وينوع بين أساليبه ويختار منها ما يناسب قدرته ، فالكتب مليئة بطرائق التدريس ، والميدان يزخر بكل غالٍ ونفيس ، ولكن المهارة أن يحسن الاختيار ، وعلى طبيعة درسه يقيس ، وبما يتلاءم مع طلابه ومستواهم عليه أن يكون أكثر من حريص .
فهو إن جمع الأمرين ، كان بتلك المهمة جدير ، وعلى أدائها قادر وبها خبير ، بل وقد يصبح في المستقبل لنقلها خير سفير .
وعليه أن يدرك في طلابه مواطن القوة فيدعمها ، ونقاط الضعف فيجمعها ، ثم بِفَنِّه يقويها و يرفعها ، وعليه كذلك ألا يهمل أنماط الشخصيات ، ويوظفها في توزيع المهمات ، ويستغلها في حل الأنشطة والواجبات ، فهو إن فعل حقق النتائج بلا عقبات ، وأصبحت دقائق الحصة بين يده ساعات ، وتحولت بقدرته الحصة من عبء ثقيل على طلابه ، لمطلب نبيل ولن يتوقفوا عن طرق بابه، أو التجول في رحابه .
فهو الآن بنظرهم المعلم المحبوب ، وهو المدرس المطلوب ، والنجاح بعطائه ملموس ، وعلى جبينه مكتوب .
وهو أيضاً لا يبخل بما لديه على زملائه ، حريص على الاجتماع بهم ، ونفعهم والأخذ منهم ، لأنه مدرك تماماً لدور تناقل الخبرات ، وتبادل الزيارات ، في رفع الكفاءات ، وحل المشكلات ، وتجاوز الأزمات ، فهو لهم عضو في جسد ، وكله سيفسد إن أحدهم فسد ، ولا يخفى دور التعاون ، وأثره الإيجابي على أحد .
ونراه أيضاً حريصاً على الاستزادة ، فلا يكتفي بما لديه ، فهو دوماً طامح بالزيادة ، لأنه يبحث عن الريادة ، وكل نجاح يحققه يشعر معه بسعادة ، تدفعه بكل همة لدفع عجلة القيادة ، بسرعة وبلا هوادة .
فهاهو بين الدورات متنقلاً ، ولمهاراته مطوراً ، ولقدراته مختبراً ، وبحاجته للمزيد معترفاً ، فعن الجديد يبحث باستمرار ، ولكل مفيد يسعى، وسعيه ليل نهار ، وجهده لا يخفى عن الأنظار .
يحب أن يعمل بروح الفريق ، متعاون مع الجميع ، وهو للجميع صديق ، لا يتصرف إلا بمَ يليق ، ولا ينطق إلا بالكلام الرقيق، ناجح في علاقاته ، كما هو ناجح في مهماته ، وقائم بمسؤولياته ، فلا يتأخر عن أدائها ، ولا يقصر في طريقة إنجازها .
يعامل الطلاب كأبنائه ، وهم بالنسبة له صرح هو مكلف ببنائه ، فيرتاحون لوجوده ، كما يسعدون بثنائه ، وهو يسعد بهم ، ونجاحهم ينسيه مُرَّ عنائه ، بهم يشعر بكيانه ، فلا يحرمهم من عطفه وحنانه ، ولا يتركهم يطيلون الانتظار على بابه ، فيستقبلهم بحبه وترحابه ، ولا ينطلق إلا وهم بركابه ، ففي الحصة هم كأبنائه ، وفي رحلة التعليم يراهم بعضاً من أصحابه .
فهو بكل ذلك للنجاح أهل ، والحصول على التميز له ولأمثاله سهل ،
فكما يقرأ الكتاب من عنوانه ، يُعرف الجواب من طريقة إتقانه .
علم وإتقان ، تجديد وابتكار ، شدة في حكمة ، ولين مع رحمة ، وثقة دون غرور ، متعاون في طبعه ، وليس حباً في الظهور ، يملأ مكانه دون قصور ، قليل الغياب ، فهو حريص على الحضور ، لا تكفي لإنصافه المئات من السطور ، فهو لوطنه فخر كما هو بوطنه دوماً فخور .
مما لا شك فيه أن أبرز وأهم مقومات النجاح بالنسبة للمعلم بصورة خاصة ، أو لأي عامل في أي مجال بصورة عامة ، هو مدى إلمام الشخص بطبيعة عمله ، وتمكنه من تفاصيله الصغيرة قبل دعائمه الكبيرة ، وبراعته في تقديمه وتعليمه ، وأن يجعل الآخرين يدركون تميزه وانفراده بطريقته وأسلوبه .
ونحن وإن كنا نجزم بأهمية كل ذلك ، وأنه لا غنى عنه لكل معلم ، وهو بدونه لا محالة هالك ، إلا أننا أيضاً نعرف أنه وحده لا يكفي ليكون المعلم ناجحاً ، وبطريقة تدريسه مفهوماً وواضحاً .
فالمعرفة بالأمر شيْ ، وتطبيقه ونقله وتعليمه شيء آخر ، وهما يرتبطان بالأصل ، ولكنهما مختلفان بالفصل .
فكم من معلم بحر في مادته ، ونابغة في معرفته ، وقد يكون مرجعاً في ذلك للحريصين من طلبته .
ولكننا بالمقابل قد نجده عاجزاً عن شرح فكرته ، أو نقل معرفته .
فلا يحسن التصرف في حصته ، ولا يتمكن من جذب تلامذته ، ولا إظهار قوته في مادته ، وبالتالي سيفشل الأمر برمته ، ولن ينفعه وقتها علمه ولا تفيد شهادته ، فأين تكمن علته ؟؟!!
وحتى يحل مشكلته ، عليه أن يشحذ همته ، ويسترجع قوته ، ليعطر سيرته ، ويمارس بأفضل طريقة مهنته .
من كل ذلك نستنتج أن التعليم معرفة ومهارة ، وأن التدريس يحتاج بجانب العلم إلى أكثر من جدارة ، ليتسلق جداره ، ويتجاوز أسواره ، ويصبح بالنسبة له موهبة ، وليس مجرد وظيفة مرعبة .
وحتى يحقق كل ذلك ، ويجنب نفسه الوقوع في المهالك ، عليه أن يتفنن في اختيار طريقته ، ويبدع في نقل فكرته ، وينوع بين أساليبه ويختار منها ما يناسب قدرته ، فالكتب مليئة بطرائق التدريس ، والميدان يزخر بكل غالٍ ونفيس ، ولكن المهارة أن يحسن الاختيار ، وعلى طبيعة درسه يقيس ، وبما يتلاءم مع طلابه ومستواهم عليه أن يكون أكثر من حريص .
فهو إن جمع الأمرين ، كان بتلك المهمة جدير ، وعلى أدائها قادر وبها خبير ، بل وقد يصبح في المستقبل لنقلها خير سفير .
وعليه أن يدرك في طلابه مواطن القوة فيدعمها ، ونقاط الضعف فيجمعها ، ثم بِفَنِّه يقويها و يرفعها ، وعليه كذلك ألا يهمل أنماط الشخصيات ، ويوظفها في توزيع المهمات ، ويستغلها في حل الأنشطة والواجبات ، فهو إن فعل حقق النتائج بلا عقبات ، وأصبحت دقائق الحصة بين يده ساعات ، وتحولت بقدرته الحصة من عبء ثقيل على طلابه ، لمطلب نبيل ولن يتوقفوا عن طرق بابه، أو التجول في رحابه .
فهو الآن بنظرهم المعلم المحبوب ، وهو المدرس المطلوب ، والنجاح بعطائه ملموس ، وعلى جبينه مكتوب .
وهو أيضاً لا يبخل بما لديه على زملائه ، حريص على الاجتماع بهم ، ونفعهم والأخذ منهم ، لأنه مدرك تماماً لدور تناقل الخبرات ، وتبادل الزيارات ، في رفع الكفاءات ، وحل المشكلات ، وتجاوز الأزمات ، فهو لهم عضو في جسد ، وكله سيفسد إن أحدهم فسد ، ولا يخفى دور التعاون ، وأثره الإيجابي على أحد .
ونراه أيضاً حريصاً على الاستزادة ، فلا يكتفي بما لديه ، فهو دوماً طامح بالزيادة ، لأنه يبحث عن الريادة ، وكل نجاح يحققه يشعر معه بسعادة ، تدفعه بكل همة لدفع عجلة القيادة ، بسرعة وبلا هوادة .
فهاهو بين الدورات متنقلاً ، ولمهاراته مطوراً ، ولقدراته مختبراً ، وبحاجته للمزيد معترفاً ، فعن الجديد يبحث باستمرار ، ولكل مفيد يسعى، وسعيه ليل نهار ، وجهده لا يخفى عن الأنظار .
يحب أن يعمل بروح الفريق ، متعاون مع الجميع ، وهو للجميع صديق ، لا يتصرف إلا بمَ يليق ، ولا ينطق إلا بالكلام الرقيق، ناجح في علاقاته ، كما هو ناجح في مهماته ، وقائم بمسؤولياته ، فلا يتأخر عن أدائها ، ولا يقصر في طريقة إنجازها .
يعامل الطلاب كأبنائه ، وهم بالنسبة له صرح هو مكلف ببنائه ، فيرتاحون لوجوده ، كما يسعدون بثنائه ، وهو يسعد بهم ، ونجاحهم ينسيه مُرَّ عنائه ، بهم يشعر بكيانه ، فلا يحرمهم من عطفه وحنانه ، ولا يتركهم يطيلون الانتظار على بابه ، فيستقبلهم بحبه وترحابه ، ولا ينطلق إلا وهم بركابه ، ففي الحصة هم كأبنائه ، وفي رحلة التعليم يراهم بعضاً من أصحابه .
فهو بكل ذلك للنجاح أهل ، والحصول على التميز له ولأمثاله سهل ،
فكما يقرأ الكتاب من عنوانه ، يُعرف الجواب من طريقة إتقانه .
علم وإتقان ، تجديد وابتكار ، شدة في حكمة ، ولين مع رحمة ، وثقة دون غرور ، متعاون في طبعه ، وليس حباً في الظهور ، يملأ مكانه دون قصور ، قليل الغياب ، فهو حريص على الحضور ، لا تكفي لإنصافه المئات من السطور ، فهو لوطنه فخر كما هو بوطنه دوماً فخور .