الإعلام بوصفه أداة
صوت المدينة- عيسى وصل
" من يسيطر على الإعلام يسيطر حتماً على العقل .. حتماً لا جدال في ذلك "
جيم موريسون
لنتفق عزيزي القارئ على قاعدة قبل أن تبدأ بقراءة المقال ..
القاعدة تقول : " الإعلام أداة " انتهى .
عندما نصف الإعلام كأداة فإننا نقول أنه أداة تستخدم بحسب الأهداف و الآراء و الإتجاهات ولا يتخذ الإعلام صفة الخيرية والشر في ذاته و إنما يتخذ الصفة من يقف خلفه .
فاليوم نرى الصراع السياسي و التجاري يمتدّ ليسيطر على الوسائل الإعلامية ليؤثروا بها على الجماهير .
فالصحافة اليوم هي في يد مؤسسات لها أهداف و رؤى و سياسة ، و كذلك الراديو و التلفزيون ممثلة بالوزارات أو القنوات التجارية ذات الأهداف و الرؤى والسياسات .
فلا تظن أن من يقف خلف هذا كله لا يستطيع بشكل أو بآخر أن يجعلك تنساق خلف أهدافه و سياسته !
ولولا غلبة ظني أنك ستصفني بالجنون لقلت لك إن بستطاعت وسائل الإعلام أن تحرك أطراف أصابعك بشكل لا إرادي .
هذه الثورة الإعلامية الهائلة توجب علينا إما أن نستسلم لها وننساق خلفها أو نتعلم مهارات الحماية منها لتجنب شرها وعيش حياة أكثر حرية في الأختيارات والقرارات .
فأما القرار الأول فلا اظن أن أحداً ما سيتخذه الا من اعتاد تسليم عقله للآخر .
والقرار الثاني يجعلنا نطرح سؤال كيف ذلك ؟ أي كيف نحمي أنفسنا من خداع الإعلام ؟
إن قرار الحماية من خداع الإعلام هو أول خطوة في الطريق الصحيح للحماية منه ولكن لا يقف هنا خطر الموضوع .
لذلك على المتلقي واجبات لابد من إتخاذها إذا ما أراد ذلك .. فلا يعقل لمقاتل يدخل أرض المعركة دون درع يحميه .
ثانياً يجب على المتلقي أن يضع أي معلومة يتلقاها تحت المجهر ويتفحصها قبل أن يسمح لها بالمرور إلى عقله ثم تخرج على لسانه كقضية يؤمن بها !
وفقاً لدراسة ميدانية أجراها نيسلون عام 2012 ، بلغ متوسط الساعات التي يقضيها الإنسان جالساً أمام شاشة التلفزيون 34 ساعة أسبوعياً إضافة إلى الوقت الذي يُستنفد في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي .
" في كل مرة نفعل هذا أو ذاك ، فإننا نتبنى وجهة نظر ما قد تتفق مع أهوائنا أو تخالفها ، فنحن نطالع مواد هي في الحقيقة هراء وحشو فراغ ، ومع هذا نقبلها حقيقة دامغة لا مجال فيها ، من دون تكليف أنفسنا عناء البحث عن المصدر لتلك المعلومة "
ثالثاً .. طرح الثقة في وسائل الإعلام لأن ذلك السبب الرئيسي في خداع الكثير ، فما يخدع المرء الا من فرط ثقته .
فالتلقي من وسائل الإعلام يجب أن يبنى على سوء الظن لا حسنه فهذه الطريقة تدفعنا دائماً للسعي وراء تلك المعلومة أو الفكرة للحصول على ما يبرهن صدقها أو كذبها .
يقدم مايكل هوفمان في كتابه المجتمعات السرية و الحرب النفسية ، دليلاً مادياً للأشخاص عن تلاعب وسائل الإعلام الجماهيرية بالمتلقي فيقول : حسبك أن تتأمل وجوه مجموعة متحلقة حول التلفاز عندما يعلن عن حدوث هجوم إرهابي ، بل تأمل ايضاً تحديق الناس في المجهول وهم يشاهدون إعلاناً تجارياً بعد آخر ترقباً لعرضهم المفضل .
يكمل هوفمان فيقول : وسائل الإعلام تصدقنا القول دائماً صحيح ؟ أليس كذلك ؟ فقط الساسة وزعماء الطوائف هم الذين يكذبون علينا ، لا أولئك الذين يدلون بتصريحات في القنوات الإخبارية .
رابعاً ليعلم المتلقي أن جهله في وسائل الخداع و أساليب وسائل الإعلام هو إثم يجني به على نفسه .. فمن يدع مجوهراته قابله للسرقة دون حماية يلام فكيف بمن يسمح بعقله أن يسرق ؟
فالحل هو التعلم ولا غيره يستطيع أن يمدّ له يد العون سوى علمه بهذه الخدع .
خامساً لا يوجد إعلام ذا طابعي خيري ! ولكن العبارة الصحيحة إعلام شره قليل .
فأما قولنا بأن الإعلام سلاح ذو حدين خير و شر لا ينطبق هذا عليه على أقل تعبير .
أخيراً لا يمكن أن أضمن لك بأن تلك الوسائل تعطيك حماية من وسائل الإعلام ولكن على الأقل تساعدك في تقليل سرقة عقلك .
" من يسيطر على الإعلام يسيطر حتماً على العقل .. حتماً لا جدال في ذلك "
جيم موريسون
لنتفق عزيزي القارئ على قاعدة قبل أن تبدأ بقراءة المقال ..
القاعدة تقول : " الإعلام أداة " انتهى .
عندما نصف الإعلام كأداة فإننا نقول أنه أداة تستخدم بحسب الأهداف و الآراء و الإتجاهات ولا يتخذ الإعلام صفة الخيرية والشر في ذاته و إنما يتخذ الصفة من يقف خلفه .
فاليوم نرى الصراع السياسي و التجاري يمتدّ ليسيطر على الوسائل الإعلامية ليؤثروا بها على الجماهير .
فالصحافة اليوم هي في يد مؤسسات لها أهداف و رؤى و سياسة ، و كذلك الراديو و التلفزيون ممثلة بالوزارات أو القنوات التجارية ذات الأهداف و الرؤى والسياسات .
فلا تظن أن من يقف خلف هذا كله لا يستطيع بشكل أو بآخر أن يجعلك تنساق خلف أهدافه و سياسته !
ولولا غلبة ظني أنك ستصفني بالجنون لقلت لك إن بستطاعت وسائل الإعلام أن تحرك أطراف أصابعك بشكل لا إرادي .
هذه الثورة الإعلامية الهائلة توجب علينا إما أن نستسلم لها وننساق خلفها أو نتعلم مهارات الحماية منها لتجنب شرها وعيش حياة أكثر حرية في الأختيارات والقرارات .
فأما القرار الأول فلا اظن أن أحداً ما سيتخذه الا من اعتاد تسليم عقله للآخر .
والقرار الثاني يجعلنا نطرح سؤال كيف ذلك ؟ أي كيف نحمي أنفسنا من خداع الإعلام ؟
إن قرار الحماية من خداع الإعلام هو أول خطوة في الطريق الصحيح للحماية منه ولكن لا يقف هنا خطر الموضوع .
لذلك على المتلقي واجبات لابد من إتخاذها إذا ما أراد ذلك .. فلا يعقل لمقاتل يدخل أرض المعركة دون درع يحميه .
ثانياً يجب على المتلقي أن يضع أي معلومة يتلقاها تحت المجهر ويتفحصها قبل أن يسمح لها بالمرور إلى عقله ثم تخرج على لسانه كقضية يؤمن بها !
وفقاً لدراسة ميدانية أجراها نيسلون عام 2012 ، بلغ متوسط الساعات التي يقضيها الإنسان جالساً أمام شاشة التلفزيون 34 ساعة أسبوعياً إضافة إلى الوقت الذي يُستنفد في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي .
" في كل مرة نفعل هذا أو ذاك ، فإننا نتبنى وجهة نظر ما قد تتفق مع أهوائنا أو تخالفها ، فنحن نطالع مواد هي في الحقيقة هراء وحشو فراغ ، ومع هذا نقبلها حقيقة دامغة لا مجال فيها ، من دون تكليف أنفسنا عناء البحث عن المصدر لتلك المعلومة "
ثالثاً .. طرح الثقة في وسائل الإعلام لأن ذلك السبب الرئيسي في خداع الكثير ، فما يخدع المرء الا من فرط ثقته .
فالتلقي من وسائل الإعلام يجب أن يبنى على سوء الظن لا حسنه فهذه الطريقة تدفعنا دائماً للسعي وراء تلك المعلومة أو الفكرة للحصول على ما يبرهن صدقها أو كذبها .
يقدم مايكل هوفمان في كتابه المجتمعات السرية و الحرب النفسية ، دليلاً مادياً للأشخاص عن تلاعب وسائل الإعلام الجماهيرية بالمتلقي فيقول : حسبك أن تتأمل وجوه مجموعة متحلقة حول التلفاز عندما يعلن عن حدوث هجوم إرهابي ، بل تأمل ايضاً تحديق الناس في المجهول وهم يشاهدون إعلاناً تجارياً بعد آخر ترقباً لعرضهم المفضل .
يكمل هوفمان فيقول : وسائل الإعلام تصدقنا القول دائماً صحيح ؟ أليس كذلك ؟ فقط الساسة وزعماء الطوائف هم الذين يكذبون علينا ، لا أولئك الذين يدلون بتصريحات في القنوات الإخبارية .
رابعاً ليعلم المتلقي أن جهله في وسائل الخداع و أساليب وسائل الإعلام هو إثم يجني به على نفسه .. فمن يدع مجوهراته قابله للسرقة دون حماية يلام فكيف بمن يسمح بعقله أن يسرق ؟
فالحل هو التعلم ولا غيره يستطيع أن يمدّ له يد العون سوى علمه بهذه الخدع .
خامساً لا يوجد إعلام ذا طابعي خيري ! ولكن العبارة الصحيحة إعلام شره قليل .
فأما قولنا بأن الإعلام سلاح ذو حدين خير و شر لا ينطبق هذا عليه على أقل تعبير .
أخيراً لا يمكن أن أضمن لك بأن تلك الوسائل تعطيك حماية من وسائل الإعلام ولكن على الأقل تساعدك في تقليل سرقة عقلك .