• ×
الجمعة 13 يونيو 2025

الإعلام بوصفه أداة

بواسطة الكاتب : عيسى وصل 04-04-2020 09:59 مساءً 541 زيارات
صوت المدينة- عيسى وصل


" من يسيطر على الإعلام يسيطر حتماً على العقل .. حتماً لا جدال في ذلك "

جيم موريسون
لنتفق عزيزي القارئ على قاعدة قبل أن تبدأ بقراءة المقال ..

القاعدة تقول : " الإعلام أداة " انتهى .

عندما نصف الإعلام كأداة فإننا نقول أنه أداة تستخدم بحسب الأهداف و الآراء و الإتجاهات ولا يتخذ الإعلام صفة الخيرية والشر في ذاته و إنما يتخذ الصفة من يقف خلفه .

فاليوم نرى الصراع السياسي و التجاري يمتدّ ليسيطر على الوسائل الإعلامية ليؤثروا بها على الجماهير .

فالصحافة اليوم هي في يد مؤسسات لها أهداف و رؤى و سياسة ، و كذلك الراديو و التلفزيون ممثلة بالوزارات أو القنوات التجارية ذات الأهداف و الرؤى والسياسات .

فلا تظن أن من يقف خلف هذا كله لا يستطيع بشكل أو بآخر أن يجعلك تنساق خلف أهدافه و سياسته !

ولولا غلبة ظني أنك ستصفني بالجنون لقلت لك إن بستطاعت وسائل الإعلام أن تحرك أطراف أصابعك بشكل لا إرادي .

هذه الثورة الإعلامية الهائلة توجب علينا إما أن نستسلم لها وننساق خلفها أو نتعلم مهارات الحماية منها لتجنب شرها وعيش حياة أكثر حرية في الأختيارات والقرارات .

فأما القرار الأول فلا اظن أن أحداً ما سيتخذه الا من اعتاد تسليم عقله للآخر .

والقرار الثاني يجعلنا نطرح سؤال كيف ذلك ؟ أي كيف نحمي أنفسنا من خداع الإعلام ؟

إن قرار الحماية من خداع الإعلام هو أول خطوة في الطريق الصحيح للحماية منه ولكن لا يقف هنا خطر الموضوع .

لذلك على المتلقي واجبات لابد من إتخاذها إذا ما أراد ذلك .. فلا يعقل لمقاتل يدخل أرض المعركة دون درع يحميه .

ثانياً يجب على المتلقي أن يضع أي معلومة يتلقاها تحت المجهر ويتفحصها قبل أن يسمح لها بالمرور إلى عقله ثم تخرج على لسانه كقضية يؤمن بها !

وفقاً لدراسة ميدانية أجراها نيسلون عام 2012 ، بلغ متوسط الساعات التي يقضيها الإنسان جالساً أمام شاشة التلفزيون 34 ساعة أسبوعياً إضافة إلى الوقت الذي يُستنفد في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي .

" في كل مرة نفعل هذا أو ذاك ، فإننا نتبنى وجهة نظر ما قد تتفق مع أهوائنا أو تخالفها ، فنحن نطالع مواد هي في الحقيقة هراء وحشو فراغ ، ومع هذا نقبلها حقيقة دامغة لا مجال فيها ، من دون تكليف أنفسنا عناء البحث عن المصدر لتلك المعلومة "

ثالثاً .. طرح الثقة في وسائل الإعلام لأن ذلك السبب الرئيسي في خداع الكثير ، فما يخدع المرء الا من فرط ثقته .

فالتلقي من وسائل الإعلام يجب أن يبنى على سوء الظن لا حسنه فهذه الطريقة تدفعنا دائماً للسعي وراء تلك المعلومة أو الفكرة للحصول على ما يبرهن صدقها أو كذبها .

يقدم مايكل هوفمان في كتابه المجتمعات السرية و الحرب النفسية ، دليلاً مادياً للأشخاص عن تلاعب وسائل الإعلام الجماهيرية بالمتلقي فيقول : حسبك أن تتأمل وجوه مجموعة متحلقة حول التلفاز عندما يعلن عن حدوث هجوم إرهابي ، بل تأمل ايضاً تحديق الناس في المجهول وهم يشاهدون إعلاناً تجارياً بعد آخر ترقباً لعرضهم المفضل .

يكمل هوفمان فيقول : وسائل الإعلام تصدقنا القول دائماً صحيح ؟ أليس كذلك ؟ فقط الساسة وزعماء الطوائف هم الذين يكذبون علينا ، لا أولئك الذين يدلون بتصريحات في القنوات الإخبارية .





رابعاً ليعلم المتلقي أن جهله في وسائل الخداع و أساليب وسائل الإعلام هو إثم يجني به على نفسه .. فمن يدع مجوهراته قابله للسرقة دون حماية يلام فكيف بمن يسمح بعقله أن يسرق ؟



فالحل هو التعلم ولا غيره يستطيع أن يمدّ له يد العون سوى علمه بهذه الخدع .





خامساً لا يوجد إعلام ذا طابعي خيري ! ولكن العبارة الصحيحة إعلام شره قليل .



فأما قولنا بأن الإعلام سلاح ذو حدين خير و شر لا ينطبق هذا عليه على أقل تعبير .



أخيراً لا يمكن أن أضمن لك بأن تلك الوسائل تعطيك حماية من وسائل الإعلام ولكن على الأقل تساعدك في تقليل سرقة عقلك .

جديد المقالات

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

غياب حس المسؤولية: ظاهرة تهدد كفاءة المؤسسات تُعد المسؤولية المهنية من أهم القيم التي يقوم...

في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المستمرة، أصبحت الاستشارات أداة محورية لتحقيق النجاح...

يُعدُّ فن الإقناع من المهارات الأساسية التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية فهو ليس مجرد...

أكثر