• ×
الأحد 13 أبريل 2025

الضمير مات منتحرا

بواسطة الكاتب : نواف الحربي 06-28-2019 08:35 صباحاً 453 زيارات
28 يونيو 2019
صوت المدينة - نواف الحربـي

يحكى أن رجلا ذو ضمير وظل يفاخر بضميره الحي كل حي ، حتى فاضت سمعة ضميره الحي أرجاء المعمورة ، تقريبا الرجل كان معدم لا مال لا جاه ، لكن بقاء ضميره الذي لم يجربه يوما ما هو مصدر فخره ، كان أول اختبار لضميره ، حينما توظف وظيفة مستورة ، يعني وظيفة تأكل و تشرب وتسد حاجاته الاجتماعية .

كانت الوظيفة عبارة عن تسجيل عملاء الشركة وحفظها في ملف ، أتى يوم أبن عم هذا الشخص صاحب الضمير المتضخم ، قال له أبغى منك يا أبن العم بيانات فلان أدمي ، الرجال يهمني أمره ، وأبغى أتواصل معه ، قال صاحب الضمير صعبة ضميري يأنبني وهذه أسرار شركة لا استطيع أن أبوح بها ، وقال له أبن عمه أفاااا !!

هنا صاحب الضمير فكر في الكوارث الاجتماعية التي سوف يحصل عليها اذا لم ينفذ طلب أبن عمه ، وأقل كارثة اجتماعية سوف يحصل عليه هو (ما في خيره لأبناء قبليته ) ، فأجاب صاحب الضمير أبشر يأبن عمي سوف تصلك قريبا ، هنا صاحب الضمير أصيب بالأرق و اكتئاب وعيناه أعياهاالتعب وجفها النوم ، ولكن كي يريح هذا الضمير المتوهج وهو أن يجد مبرر ، فقال في نفسه لماذا يكون دائما ضميري مبني للمعلوم أو للمجهول ، لماذا لا يكون مبني للجمهور ، كما أن الضمير هذا الذي يتعب الناس ويجعل حياتهم صعبة لماذا لا يأخذ إجازة ، نعم سوف يأخذ إجازة يوم غدا وأنجز معاملة أبن عمي ، وهنا أكون رضيت الجميع الضمير و الجمهور .

ومن خلال فترة عمله الممتدة 10 سنين ، فقط أعطى ضميره إجازة لمدة تسع سنين و 359يوما ، حتى طرد الضمير من وظيفته نظيرا كثرة غيابه
من دون مبرر ، وهنا أصيب الضمير بإحباط ومات منتحرا .....
1 2 3 4 5

جديد المقالات

الكاتبة / أميرة خطيري المدينة المنورة نعيش اليوم بين أنواع من البشر تقودهم أنفسهم الأمارة...

في زمنٍ أصبحت فيه “التمريرات” اليومية على شاشات الهواتف جزءاً من روتين الحياة، صار من الطبيعي أن...

كتابة : ماجد الحربي لطالما كنت أؤمن أن التصوير ليس مجرد التقاط مشهد عابر أو توثيق لحظة بل هو لغة...

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

أكثر