• ×
الأربعاء 2 أبريل 2025

صيد العلم في الشبكة المعلوماتية

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 01-03-2015 11:30 صباحاً 2300 زيارات
مريم الحارثي

العلم صيد و الكتابة قيده ... قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ... وتتركها بين الخلائق طالقة

رحم الله الإمام الشافعي ، نصيحته في استقاء العلم و الحرص عليه بالكتابة لها أهمية كبرى في التمكن من المادة المراد تعلمها ، و ما لا شك فيه أن الأفراد في ارتوائهم من معين المعرفة ينحون مناحٍ مختلفة ، فهناك من يفهم المادة من بمجرد قراءتها لمرة أو مرتين و هناك من يحتاج أن يقرأ المادة بصوت جهوري لعدة مرات و هناك من يكتبها و يعيد كتابتها حتى يستقيم فهمه ، تتنوع الوسائل و الطرق في فهم المعلومة و استيعابها.

بعد أن تربع الورق و الحبر و المداد أزمنة على عرش العلم و شرف كتابته ، جاء التقدم التقني و المعلوماتي ليتيح لطالب العلم قنوات متعددة لأنواع شتى من المعارف و العلوم ، فلم يعد العلم اليوم مقصورا على مدرسة يرتادها التلاميذ أو قاعات دراسية يقصدها طلاب الكليات و الجامعات . بل أضحى بين أيدينا صنوف من العلم و المعرفة من شتى بقاع العالم و في كافة مناحى الحياة ، كل ما نحتاج إليه هو أن نحدد رغبتنا في المادة التي نطمح في تعلمها أو أن نعزز تعلمها ، و أن نلزم أنفسنا إلزاما ذاتيا بأخذ الأمور بجدية و الإستفادة منها.

من أهم ما يستلزمه التعلم عن بعد و بالأخص التعلم عن طريق الإنترنت هو أن يكون لدى المتعلم رغبة داخلية في التعلم، و حين يجد في نفسه تلك الرغبة يستطيع أن يوفق بين مهامه في الحياة كطالب فى مدرسة أو جامعة أو موظف أو ربة منزل و غيره و بين دوره كمتعلم ليس عن بعد فحسب و لكن كمتعلم لمدى الحياة Lifelong learner ، هذا النوع من العلم لا نتعلمه داخل صفوف و قاعات دراسية و لكنه ينبع من حبنا للعلم و رغبتنا في التبحر في عالم المعرفة .

و عالم الإنترنت بات اليوم مليئا بالبرامج المعدة عن طريق المختصين لتوفير العلم لمن يرغب فيه ، لم تعد الحالة المادية عائقا فهناك المئات من المواد العلمية التى تتاح للراغب في تعلمها بالمجان و كل ما يحتاج إليه المتعلم هو جهاز إلكتروني و اتصال بالانترنت ليتيح له مشاهدة المواد العلمية.

المواد العلمية و المقررات المتوفرة على الشبكة المعلوماتية شديدة التنوع ، بعضها تكون أكثر مرونة من البعض الآخر ، فهناك مقررات تلزم المتعلم بانهاء المقرر في فترة معينة و تتطلب منه واجبات لها مواعيد محددة في التسليم، في حين أن هناك برامج أخرى تقتصر على توفير المادة العلمية .

في هذا النوع من التعلم يقع على كاهل المتعلم الدور الأكبر في العملية التعليمية فبعد أن أختار بحريته المقرر الذي يطمح في تعلمه و سبر أغواره ، يكون هو صاحب القرار في تحديد الوقت الذي يرغب أن يقضيه في التعلم ، والسرعة التي يريد بها انهاء المقرر .

العلم من أهم سمات عصرنا و فوق ذلك هو ركيزة من ركائز ديننا الحنيف الذي حثنا على العلم و السعي في طلبه ، فمهما وصل المرء في معرفته و نال درجة علمية و هناك الكثير و الكثير جدا مما لا يعرف عنه شيء في هذا العالم ، فمن نعم هذا العصر الاستفادة من الكم المعلوماتي الهائل المتوفر لدينا و خلق جيل يؤمن بأهمية التعلم الذاتي و التعلم على مدى الحياة.

جديد المقالات

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

يُعد التوازن في الحياة من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق السعادة والنجاح. فالإنسان الذي يستطيع...

أكثر